mardi 24 mars 2009

خواطر تونسية في ليلة باريسية

كيما قالوا "الغربة صعيبة وغدّارة" و خاصة كيف تبدى كيف همّي قطعة حبل جايبها الواد الى عاصمة الانوار وكلّك شوق وحبّ لا حدود لهما لتونس واهلها وترابها وشمسها وهوائها وكلّ شيء فيها عدى نظامها (وهو عبارة عن فوضى) وحزبها الحاكم وازلامه! لكن الله غالب الخبزة مرّة و مكره اخاك لا بطل...

الحاصيلو اللّيلة ليلة لحدّ الآن (الرّابعة والنصف صباحا) لم تنتهي ولم تعرف خلالها جفوني النّوم!!! اذ انني افكّر، افكّر وافكّر... افكّر في وطني، في اهلي، في اصدقائي... وتخالجني تساؤلات عدّة حول اشياء كثيرة منها الواقعيّ ومنها غير ذلك...!


تذكّرت امّي المرأة الفاضلة الكادحة المناضلة التي من دونها ما كنت اصل يوما الى ما انا فيه والتّي تعتبر مثالا للمرأة التونسية التي كابدت ودرست وتخرّجت من الجامعة ايام كان قدر المرأة واعلى طموحاتها في الحياة ان تتزوج وتصبح ربة بيت فقط... تذكّرت اصدقائي الذين يعانون الامرّين في تونس ويتمنّون ولو للحظة مغادرتها (رغم حرمانهم من جوازات سفرهم منذ سنوات) و رغم حبّهم الغير محدود لها لكن الهرسلة البوليسية شبه اليومية والمحاصرة التي يعانونها تجعلهم يتوقون لذلك، تذكّرت اصدقائي البسطاء الذين كنت اقضي معظم اوقات فراغي معهم والذّين يلقون صعوبات مختلفة في الحياة لا شيء سوى لانهم بسطاء وضعاف حال فقليلون هم الذين يحترمونهم وحقّهم في غالب الاحيان مهضوم... تذكّرت طغيان بعض الفئات من ابناء بلدي الذين كنت اراهم كل يوم فكنت احيانا ألتمس لهم الاعذار واقول انهم لا يعلمون انهم لا يعلمون ولا يحسون بمدى طغيانهم و عسى الله ان يزيل الغشاوة عن ابصارهم واحيانا اخرى ارى فيهم الشّيطان بعينه لما يسبّبونه لشعب البلاد من هموم فهم يأكلون قوته ويتقاسمون ثرواته غير عابئين بمعاناته، ورأيت كيف يبيعون ويشترون كلّ شيء، يتعدّون على املاك المجموعة الوطنية دون سلطان ولا رقيب الاّ ربّ السماوات والارض الذّي يمهل ولا يهمل...

تذكّرت سيدي بوسعيد واميلكار والهايتي والمرسى (من الكرنيش الى قمّرت مرورا بالاحواش وحي النّصر...) وقرطاج وبيرسا والياسمينة و 5 ديسمبر والكرم
و خير الدّين وحلق الوادي اللّي كلّ حومة وكلّ تركينة فيهم عندي فيها حكايات وافراح واحزان...

فكم جميل ان يكون المرئ على ارضه وارض اجداده وبين اهله و خلاّنه رغم كل شيء! كم اشتاق اليك يا تونس




نَوَّارَة حْنِينَـة
مُمْكِنْ يَاسْمِينَـة
وْ مُمْكِنْ رَيْحَانَـة, غِيرْ كُلّ الرَّيْحَـانْ
تضْحَكْ و حْزِينَـة
فِي حُضْن جْنِينَـة
تحْكِي لِلنِّسْمَـة,
وْ تِشْكِي،
مِنْ ظُلْمِ الإِنْسَانْ..
قَالِتْ يَا خْسَارَة
آنَا نَوَّ
ارَة
لاَ عِنْدِي جَاهْ, وْ لاَ عِنْدِي سُلْطَانْ..
كُلّ اللِي عِنْدِي
رِيحَة عْلَى خَدِّي
هِيَّ اللِي بِسْبَبْهَا, كَان اللِي كَانْ..
تحبني و تَحْرَقْنِي
ساعة تصَدَّقْنِي
لِمْحَبَّة تُقْتُلْ, لِمْحَبَّة سَجَّانْ..
لَوْ كَانْ بِيدَيَّ
رِيحِةْ خُدَّيَّ
نَعْطِيهَا هْدِيَّـة, و نْعِيشْ فِي أَمَانْ..
اللِي يَهْوَانِي
يَجْرَحْ أَلْوَانِي
يْخَلِّينِي نْقَاسِي

فِي مَحْبِسْ قَاسِي
مَا عَادِشْ فَارِقْ,
لاَ,
مَا عَادِشْ فَارِقْ
بِينْ القَلْب العَاشِقْ
و القَلْب اللِي مِنْ صَوَّانْ...

نَوَّارَة حْنِينَة
سْمَعْت حْكَايِتْهَا
حَسِّيتْ بْرُوحِي
سَاكِنْ رِيحِتْهَا
وْ هَارِبْ مِنْ ظُلْم الإِنْسَانْ

كلمات آدم فتحى و غناء لطفى بوشناق /لحن آل دي ميولا

8 commentaires:

  1. ياااااه حمّمتلي قلبي معاك مع انك انت اقرب مني لتونس ببرشا. رجّعتني عشرين سنة التالي وقت اللي غادرت الخضراء لكن لطوّا العلاقة هي هي لا نحبك لا نصبر عليك. طبعا الحب موجود لكن الاحساس هذا مستحيل الواحد يستانس بيه

    RépondreSupprimer
  2. @ samsoum:

    والله هاك لخّصتها في كلمتين: لا نحبك لا نصبر عليك

    RépondreSupprimer
  3. خويا الباهي
    اللطف عليك واعمل ربي في بالك
    كل شدة تزول بحول الله ويقعد كلو كلام
    اصبر خويا وربي معاك ومايلزك على المر
    هكة توة تحيرلنا لمواجع على الصباح
    مزلت كي قمت وانتي تبربش فينا ا

    RépondreSupprimer
  4. @ 3amrouch:

    شكرا خويا عمروش! نعرف بحول الله كلّ شدة تزول ايّا انشاء الله نهارك سعيد

    RépondreSupprimer
  5. قلبي وجعني وما لقيتش الكلام إلّى يلزمني انقولو
    لأني في الطرف الآخر طرف الأم إلّى اتحس أكثر ملّى يحسو صغيرها، وتتحمّل وكلها أمل يكون صغيرها إلّى في الغربة فرحان وناجح
    ماتخليش أمك تقري هالتدوينة و سلّم عليها

    RépondreSupprimer
  6. خويا مدون تونسي:
    الألم اللي تحس بيه هو بيدو اللي يحسو بيه برشة توانسة. والله العظيم لا نعرف كيفاه دمعتي سالت وأنا نقرا في التدوينة متاعك. الألم الكلنا نحسو بيه وان شاء الله تفرج الأزمة وكيما قال أبو القاسم الله يرحمو وينعمو "اشتدي أزمة تنفرجي".
    صدقني ما تتصورش قداش أنا سعيدة كيف نكتشف اللي بقدر ما في تونس فمة قفافة ومنافقين ومفسدين قد ما فمة ناس واعية وملتزمة وقادرة على التغيير. وان شاء الله نشوفو تونس كيما نحبوها ونحلمو بيها متقدمة ومزدهرة وديمقراطية قبل منام عينا. الألم باهي لأنو يخلي الإنسان ديما واعي بوضعو والأمل باهي خاطر يخلي ديما المعنويات عالية. وان شاء الله مع هاذم الزوز يتزادو "العلم والعمل"
    شكرا ليك ويعطيك الصحة على الجهود.

    RépondreSupprimer
  7. @ عبرات، ألم و أمل:

    شكرا ليك اختي وانشاء الله كيما قلت "اشتدي يا أزمة تنفرجي".

    RépondreSupprimer