mardi 17 mars 2009

المناولة وحاجات اخرى في تونس "جودة الحياة" و حقوق الانسان


باش نتطرّق لموضوع نراه مهمّ لانّوا يمسّ الشريحة الاكثر هشاشة اجتماعيّا وهوما ناس عادة مايكونو ينحدروا من اوساط متواضعة جدّا ويتميّزوا زادة بمحدودية مستواهم التعليمي وبرشة منهم كبار في العمر ومنعدمي الامكانيات تماما.

المناولة: هي ظاهرة جديدة في تونس برزت منذ سنوات تخصّ بالاساس عمّال التّنظيف والحراسة... حتّى لهنا لاباس امّا اللّي يخفى على برشة ناس هوّ انوا شركات المناولة هاذم هوما عبارة على شركات عندها صيغة قانونية ورخصة وغير ذلك وتوفى الامور غادي غير الفورمة القانونية متاع شركة ما عندهم شيء من هذا. يعني بلغة اخرى تخدّم في العباد (اللي هوما في اشدّ الحاجة للعمل) من دون ما تضمنلهم حتى حقّ وادنى شروط السّلامة من دون عقد عمل ولا ضمان اجتماعي هذا دون اعتبار طول اوقات العمل (توصل الى اكثر من 60 ساعة في الاسبوع ) والاجور المزرية (بين 80 و 200 دينار في الشهر) في حين اّن الاجر الادنى المضمون لمختلف المهن "نظام 48ساعة" في تونس هو251 دينار و880 مليما (هنا). واللّي يتجرّأ باش يتكلّم والاّ يطالب بأبسط حقوقوا (وهذا نادرا ما يصير نظرا لخوفهم من الطرد وزادة للجهل بالحقوق وايضا كان تلاحظو انّو فمّا برشة نساء كبار في العمر يتمّ استغلالهم وهوما يخدموا على ايتام والاّ معوزين) يكون بالطبيعة مصيروا الطرد!! وموش الطّرد برك بل الاهانة والسبّ والشّتم امام مرأى ومسمع العمّال الآخرين عملا بمقولة "اضرب القطّوسة تتربّى العروسة"!

باش نعطيكم مثال بسيط على نظام المناولة في تونس من خلال معارفي الخاصّة واللي ريتو بعينيّ في تونس:

راجل بوعائلة عمرو 42 سنة يخدم حارس منذ سنين بنظام المناولة 6 ايام في الاسبوع 12 ساعة في النّهار (والله لا نزيد عليكم كلمة) ويخلص في 200 دينار في الشّهر مع العلم انّوا حاطينو في شركة كبيرة. لا عندوا شهادة خلاص، لا ضمان اجتماعي ولا والوا!! مخنوق ما ينجمش يتكلّم على خاطر بوعايلة كان يتكلم يجي على برّه! اما في داخلوا نقمة على الوضع والبلاد لا مثيل لهم.

مرتوا تخدم في شركة مناولة اخرى، تمسح وتسيّق تخدم 8 سوايع في النّهار 7 ايام في الجمعة كيف العادة من غير حتى حقّ ولا ورقة وتخلص 100 دينار في الشهر. كيف كيف ما تنجّمش تحلّ فمها على خاطر تتطرّد والادهى من ذلك انها تخدم في مستشفى عمومي (يعني الدولة اللي تتعامل مع هالشّركات في بالها وموافقة والاّ تتجاهل في الامر) وما تنجّش اتداوي على خاطر ما عندهاش كرني حتى لو تتجرح في الخدمة (يعني داخل السبيطار).

ما نحكيلكمش كيفاش يعيشوا علما انّهم يخلصوا في 180 دينار كراء في حيّ متاخم لتونس العاصمة، عندهم زوز صغار يقراو، ولازمهم ياخذوا النّقل العمومي باش يمشيو للخدمة...!!!!

الحاصيلو هذا مثال واحد من ارض الواقع، وكيفهم آلاف مؤلّفة من نساء ورجال في شركات المناولة والمعامل ويعانيو معاناة زرقاء واضطهاد لكرامتهم ليل ونهار (يضهرلي النّاس الكل تراهم في محطّات القطار، في المستشفيات، في الستاغ والصوناد، على حافة الطريق كعمّال حظيرة...) في تونس "جودة الحياة" اللّي ولاّت فيها دار البورش واللّي الهامر ولاّت فيها كي البطاطا والطرابلسية
و افراد ملشياتهم ترتع كيما تحب في بلاد حقوق الانسان والمشاريع الكبرى و...و...و...

ويني ضمائر العباد ياخي؟ ويني الدولة ووزارة التشغيل و وزارة الشؤون الاجتماعيّة؟ ويني تفقّديات الشّغل؟ وينهم جماعة التجوّع اللي يتشدقوا بالانجازات؟؟ ألهذا الحدّ وصل الجشع والطمع في الرّبح المادي والمصالح الشخصية على حساب كرامة العباد البسطاء؟ ويني هياكل اتّحاد الشّغل؟ موافقين على نظام العبودية والرقّ هذا؟؟! وينهم اللي يدافعو عل المرأة وحقوقها: برّاو شوفوا المرأة في المعامل قبل ما تكبشوا في تلبس خمار والاّ تلبس سفساري والاّ تقرّط رأسها؟؟؟!!!

شنوة احساس النّاس هاذم اللّي مضطهدين؟؟!! حاولو حطّوا ارواحكم في بلاسطهم!! علاش احنا التوانسة "نفسي نفسي ولا ترحم من مات!!؟؟؟" وبعد يقلّك علاش الشباب يحرق للطليان: الشباب اللّي يحرق هاو عطيتك مثال صغير على كيفاش يعيشوا هوما ووالديهم!! وعلاش معدّل الادمان على المخدرات والكحول والّصق والقاز و...و... يكثروا!!؟؟ ؟وشبي معدّلات الجريمة والفساد في تصاعد و ...و...و
...

3 commentaires:

  1. @أخ مدون تونسي:
    شيء الحقيقة مؤسف للغاية و تنفطر له القلوب. شخصيا نعرف أشخاص تجاوزوا الستين سنة وتستغل فيهم الشركات هاذي في الحراسة ليلا ويوصلوا يخدموا ليل ونهار وحالتهم الإجتماعية متدهورة للغاية. والشيء هذا واقع في مؤسسات جامعية. يوصلوا مساكن يمدوا يدهم للطلبة من أجل سيقارو ولا قهوة.
    المؤسف أكثر أنو جماعة اليسار متاعنا (في أغلبهم) واللي عاملين فيها متحيزين للطبقات الفقيرة وللمواطن المسحوق تحت أقدام من لا أخلاق ولا ضمير له، هوما أكثر الناس اللي قاعدين يستفادو بشكل مباشر أو غير مباشر من عذابات وآلام الناس الزواولة هاذوك. وأبسط دليل شوف تركيبة النقابات ومؤسسات الدولة المسؤولة على الدفاع على ناس ضعاف الحال. مسكينة يا تونس وقتاش ينوب عليك ربي ويفرج الكرب؟
    شكرا على التدوينة.

    RépondreSupprimer
  2. الى الاخت عبرات، ألم و أمل:

    لا شكر على واجب. في الواقع برشة توانسة يعانيو مل حكاية هاذي وللاسف النّاس الكلّ تتبرّأ منهم سواء كان ذلك السّلطة واتّحاداتها والاّ عند اليسار متاع الصّالونات والكشكولات والاّ عند النّساء الديقراطيّات... حاصيلو ربي يحسن العاقبة

    RépondreSupprimer
  3. يعطيك الصحة على طرحك لها الموضوع. و ندورو ندورو لا قانون لا اخلاق مهنية لا حتى شي. مادام ما عناش هيكل يضمن للشاكي شهرية تمشي حتى يبت القضاء بصفة استعجالية ف المسالة، مادام ما عملنا شي.
    يعني الدولة لازم تكون مطالبة بتوفير شهرية للانسان اللي يتشكى الا ان تتضح الصورة. حاجة كيما النفقة اللي تعطيها للمرا اللي طليقها ماعادش يخلص ف النفقة. و نجمو نقيسو على ها المثال الموجود لنفس الصبغة المعاشية و الضرورة الملحة.

    RépondreSupprimer